أهمية حماية حقوق الملكية الفكرية

د. أحمد البدري

يحظى موضوع الملكية الفكرية أهمية بالغة في عصر التكنولوجيا والتواصل الحضاري و الانساني بين الامم والشعوب ويتنامى هذا الاهتمام يوما بعد يوم رعاية للإبداع و المبدعين وحفاظا على حقوقهم وثمرات انتاجهم الفكري عن طريق حماية هذه المصنفات من جميع صور الاعتداء.

وتشغل قضية حماية حقوق الملكية الفكرية بأبعادها المتشعبة الفكر القانوني والأمني في ظل تصاعد ملحوظ للتجاوزات والاعتداءات على الأعمال العلمية وحقوق أصحابها، وكما كانت ظاهرة الاعتداء على حقوق الآخرين العلمية والأدبية تمثل تداعيات خطيرة في الحقل القانوني والأمني والتجاري والإبداعي والحضاري في ظل حركة إنتاج عارمة مما يستدعي من ذوي التخصص والخبرة وضع الحقوق الفكرية في المنتجات الأدبية في حماية شاملة وفق الأنظمة والقوانين والتشريعات في كل الدول.

وبناء على ذلك تتضح أهمية تسجيل حقوق الملكية الفكرية في ما يلي:

- إن موضوع الملكية الفكرية والأدبية يكتسب أهمية بالغة من حيث كونه يتعلّق بمسألة حساسة للمالك، ويزيد من أهمية الموضوع التطورات الحاصلة في مجالات التكنولوجيا المعلوماتية والابتكارات، الذي ينجم عن ظهور وسائل جديدة ومتطورة لتبادل المعرفة بطرق سهلة وفعّالة.

- الإسلام دين كامل شامل، لم يترك مجالاً من المجالات التي تفيد البشرية، إلاّ وشملها بالعناية والرعاية، وحفظ الحقوق لأصحابها وسنّ الشرائع التي تحفظ هذه الحقوق وتصونها وتحميها، وقد حظيت حقوق الملكية عموماً، والملكية الفكرية والأدبية خصوصاً بعناية ورعاية تامة.

- نظرًا لتلك الأهمية فقد كان من أقدم الاتفاقيات التي صدرت في هذا الشأن معاهدة برن لعام 1886م لحماية المصنفات الأدبية والفنية التي تتسم بالابتكار والإبداع وقد عدلت الاتفاقيات عدة مرات حتى سنة 2016.

وبناء على ما سبق فقد أرست معظم الدول وضمن دساتيرها ضرورة الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية بجميع مصنفاتها الابداعية.

وأصبح تسجيل الانتاج الفكري ضرورة فلا يمكن حماية الحق الفكري إلا إذا تم حفظه أو تسجيله في جهة رسمية مرخصة ومعلن عن ذلك، مثلا:

ايداع الرسائل العلمية في مكتبات الجامعات أو نشرها في المجلات المحكمة يعتبر ذلك تسجيلا لحفظ الملكية الفكرية، وكذلك تسجيل الكتب والمصنفات الأدبية لدى الجهات المختصة يعتبر حفظًا للحق الفكري ... الخ.

وقد برز مؤخرا بعض الإبداعات التي لا يستطيع صاحب الابداع تسجيلها لدى الجهات الحكومية نظرا لأن القوانين لم تدرك ما هو أهمية تلك الابداعات أو لا يوجد مختصون فيها، فنشأت الكثير من المنظمات التي تقوم بذات العمل (تسجيل مصنف وحفظه)، ومنها:

- المنظمة العالمية لحماية حقوق الملكية الفكرية ( ويبو )

- الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية

- مجموعة طلال ابو غزالة ... الخ

وقد أدرك المسؤولون في البورد العربي للاستشارات والتدريب والتنمية البشرية أهمية حفظ الحقوق الفكرية للمدربين فيما يخص انتاجهم من الحقائب التدريبية والمنتجات التي تخص التدريب مثل الالعاب والانشطة التدريبية ... الخ.، فأنشأ البورد العربي للاستشارات والتدريب في العام 2011 شعبة خاصة بتسجيل حماية حقوق الملكية الفكرية للمدربين ومنتجي مستلزمات التدريب وذلك بالتعاون مع الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية وهو منظمة عربية تتبع مجلس الوحدة الاقتصادية العربي.

وبالتالي اصبح لكل مدرب أو نفكر في مجال معين من مجالات التنمية والتدريب أن يسجل انتاجه الفكري، ويستطيع أن يعلن ذلك من خلال وسائل التواصل، كما أنه تقرر من عام 2021 أن يتم نشر ما يسجل في البورد العربي على مجلة اخبار التدريب والتنمية اعلانا بالتسجيل وحفاظًا على حقوق المسجلين لدى شعبة البورد العربي للتحكيم والتوثيق وحماية حقوق الملكية الفكرية بشكل عام وللمدربين والمبدعين في محال التدريب والتنمية البشرية بشكل خاص.والله الموفقد. أحمد صالح البدريرئيس البورد العربي للاستشارات والتدريب والتنمية البشرية